-->
shikhalhadid shikhalhadid
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

كاليه شيّه


الوديان الواقعة ضمن الحدود الإدارية لبلدة شيّه

إن الطبيعة الجغرافية لهذه البلدة ونواحيها وبما تمتاز بها من تنوعٍ وجمالٍ سحريٍ يجمع ما بين السهل والجبل قد اغنت هذه الرقعة الجغرافية بالكثير من الوديان والمسيلات المائية التي تخترق سلسلة الهضاب والتلال المشرفة على التجمعات السكانية وسهولها الزراعية الفسيحة والتي تبدو وكأنها ضفائر شَعرٍ تتدلى على كتف جسد امرأةٍ سندسية الثوب تنتظر عشيقٍ كرداغيٍ ممتد الجذور في أعماق هذه التربة منذ آلاف السنين .
واليوم سوف نقدم معلوماتٍ موجزة عن أهم هذه المسيلات المطرية والوديان بدءاً من الشمال باتجاه الجنوب والتي تنحدر جميعها من جهة الشرق باتجاه الغرب وهي كالتالي :
#وادي_شية ( GELÎ ŞIYÊ ) :
يعتبر هذا الوادي من أهم وديان هذه البلدة والمناطق المجاورة لها والذي سبق أن سردنا في اجزائنا السابقة بشيءٍ من التفصيل معنى ودلالات الاسم باللغة الكردية والذي ما يعنيه مختصراً الغسيل بكل أشكاله وأنواعه أو يوم الغسيل .
يقع هذا الوادي بين سلسلة جبالٍ وهضابٍ تتخللها مجموعةٌ من الخلجان والطرق والدروب تغطّيها الحشائش والنباتات واشجارٌ حراجية ذات اشكالٍ والوانٍ وأنواعٍ لا حدود لها كالصنوبر والسرو والسنديان والبلوط والزيتون البري والتي تبدو بمجملها وكأنها لوحة فنانٍ زيتية فيها الاخضر سيد الألوان ، هذا الجمال وهذه الطبيعية الالهية التي تعطي كل من تَطيءْ قدماه مشياً أو ركوباً كائنٌ من كان شعوراً واحساساً وكأنه يتجّول في عالمٍ فردوسيٍ خلقه الله لأبن هذه التربة الطاهرة صورة ً عن فردوسه الموعود
ومن اهم هذه الجبال : من طرف اليمين شرقاً جبل ( كالا KELA ) ومقابل قرية الكانا جبل ( حاسيكه HESûKÊ )
ومن طرف اليسار غرباً جبل ( ابراهيم IBRÊM ) وجبل
( اوسْ كيله OSKÊLÊ )
يبعد هذا الوادي عن مركز بلدة شية ( ساحة النبعة ) شمالاً بحدود
/ ٤كم/ والذي يوازي مجراه ثاني طريقٍ من حيث الأهمية بعد طريق عام شية - جنديرس ويصل بين طريق عام ( شية - جقللي) وطريق عام (عفرين – راجو ) .
هذا الطريق الذي قامت مديرية الخدمات الفنية بحلب في بداية هذا القرن بتوسيعه وتعبيده وتزفيته ، مما أعطاه دوراً واهميةً كبيرة حيث أصبح هذا الوادي قبلةً سياحيةً للكثير من ابناء المنطقة وعفرين ومحافظة حلب عموماً .
كما كان يقام في هذه السنوات الاخيرة بين أحضان طبيعته وعلى جنبات مجراه وفي مناسباتٍ وأعيادٍ عد ّة الكثير من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والترفيهية كعيد نوروز وعيد العمال والمرأة وكذلك رحلات شبابية وعائلية ومدرسية وسيرانات وغيرها مما جعله مقصداً سياحياً بامتياز.
هناك العديد من عيون المياه على اطراف وخلجان هذا الوادي وكذلك الكثير من الآبار والينابيع التي تشكل روافد ومنافذ مياهٍ له ومنها على سبيل الذكر لا الحصر( نبعة قرية كالا ، نبعة قرية حج بلال وتسمى APÊ , عدة ينابيع في وادي جقل ÇEQEL الموازي لطريق قرية الكانا وهي نبعة الكانا ALKANA , جقل ÇEQEL اوسكه OSKÊ , حاريه HERIYÊ , وعلى طريق قرية خليل نبعة جالق ÇALIQ , جولاق ÇOLAQ , قايه QEYE ) .
إلا أن مجمل مصادر المياه هذه تعتبر موسمية الجريان باستثناء مصدر مياهٍ واحد دائم الجريان وهو يعتبر أهم عنصرٍ ملازمٍ لهذا الوادي وكأنه التوأم الروح له دون منازع الا وهو :
#القسطل_( QESTELÊ )
يقع القسطل هذا على الطرف الشرقي من مجرى الوادي ويبعد عن مفرق طريق عام ( شية ، جقللي ) بحدود / ٢كم/ تقريباً وبعد مفرق طريق قرية ارندة الترابي بمسافة ٥٠٠م تقريباً .
وهو عبارة عن بناءٍ حجريٍ ذو سقفٍ بيتونيٍ مستطيل الشكل بأبعاد تقريبية ( ٠،٧×١،٥م ) على شكل صندوق مفتوح باتجاه الوادي وفي منتصف ضلعيه الرئيسي من الأسفل يوجد مصرف ماء حجري بجانبه فضّالين تصب مياهه في حوضٍ صغيرٍ يليه حوضٌ صغيرٌ آخر . يزوّدُ هذا القسطل بمياه نبعٍ يبعد عنه بحدود ٢٠٠م شمالاً وذلك عبر قناةٍ رومانية قديمة مطمورة تحت الأرض .
ويقال بأن آل ( شاقينا ، ŞEQÎNA ) المقيمين في قرية مستكان قد بنوا هذا البناء في الثلاثينات من القرن الماضي وذلك بغية الاستفادة من مياهه في ريِّ اراضيهم المحيطة بالقسطل علاوةً على اعمال الغسيل وسقي الدواب والماشية ، وجَعْلهِ ايضا بحكم عزوبة ونقاء مياهه منهلاً وسبيلاً لهم ولغيرهم ، حيث معظم أبناء المنطقة المجاورة كانوا وما زالوا يزوّدون جببهم المنزلية من مياه هذا المنهل وذلك بواسطة الصهاريج والجرارات الزراعية .
علاوةً على ذلك كان القسطل بوجود مصطبتها الطبيعية وظل اشجارها الشامخة نقطة التقاءٍ واستراحةٍ للناس حيث كان الكثيرون يتنافسون على حجز مكانٍ لهم قبل غيرهم ، كما كان الكثيرون من الشباب والعوائل يمضون هنا وبأمانٍ تام اوقاتاً جميلة وطويلة قد تصل احياناً الى وقت متأخرٍ من الليل ، وكم كان للكثيرين هنا من ذكرياتٍ جميلةٍ لا تنتسى وخاصة عزف وغناء ودبكات الشباب وكذلك الأطفال والصبايا وهم يتأرجحون ذهاباً واياباً بواسطة حبلٍ معلّقٍ بأحد الأغصان وكلهم احساسٌ كأنهم مظليّين أو روّاد فضاءٍ يبحثون عن عالمٍ مجهول .
كان المرحوم اوصمان ( عثمان حدو) من أهالي قرية شكاتا يقوم في هذا الوادي من طرف قرية الكانا في فصل الصيف وبشكل تطوعي بتعليم أبناء القرى المجاورة القراءة والحساب ، وهو من تنبّأ بإمكانية طيران الإنسان يوماً ما .
ويقال بأنه كان يوجد هناك مطحنة بدائية قديمة تعمل على مبدأ العنفات التي تدار بقوّة تدفق مياه هذا الوادي وكانت تعود لآل علوش AŞÊ ELÛŞ ، وكذلك بالقرب من نبعة كالا من الطرف الاعلى مطحنة أخرى لكنها كانت ميكانيكية المبدأ.
أما بجوار القسطل كان هناك حتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي معصرة لصناعة الخمر ( العرق ) تعود لآل مامده MAMEDÊ المقيمين في قرية جقللي الوسطى ، حيث كان يُجْمع الفائض من عنب كروم هذه المنطقة والصالح لهذه الصناعة في هذه المعصرة .
وفي أعلى القسطل بقليل كان هناك ناعورة بدائية ( XERAFE ) تعود لآل بارخيج PERXÊC وكذلك ثلاثة نواعير أخرى على طريق قرية الكانا ، حيث كانت تقام هذه النواعير على ابارٍ ارتوازية سطحية قليلة العمق يتم رفع المياه منها بواسطة هذه النواعير التي تعمل على مبدأ المسنّنات المتشابكة والتي كانت تدار بقوّة الحيوانات كالأحصنة والأبقار والبغال وغيرها .
ويقال بأنه كان يوجد قديماً على مجرى هذا الوادي أسفل قرية مستكان جدارٌ حجريٌ بارتفاع ٢م تقريباً على شكل سدٍّ بسيطٍ وكان يسمّى بند المياه BENDA AVÊ , وهو كان حتماً يستخدم لتخزين المياه بغية الاستفادة منها فترةً أطول . إلا أنه للأسف بسبب حدوث فيضانٍ قويٍّ في سنةٍ ما جرفته السيول ولم يبقى منه شيئاً .
وعلى ذكر السدّ هذا كم تختزن جعبة ذكرياتنا من لحظاتٍ وأوقاتٍ جميلة عندما كنّا في ريعان الشباب ونحن نغوص سباحةً في بركٍ وأحواض ٍتَجمّعتْ فيها المياه بفعل بناء جدارٍ عشوائيٍ من الأحجار وأكياس الخيش على مجرى هذا الوادي ، هذه الأحواض كانت بالنسبة لنا وقتها كأنها محيطاتٌ وبحارٌ خُلِقتْ لنكون نحن بحّاريها دون غيرنا ، وكم كانت لحظاتٌ مخيفة احياناً ونحن نرى هذا الوادي دون سابق إنذارٍ يهيج سيلاً وفيضاناً وكأنه ماردٌ خرج من قمقمه ليجرف بجريانه كل ما أراد .
أما في فصل الشتاء وفي أوقاتٍ لا حاجة فيها للريِّ فكانت مياه هذا الوادي تتابع جريانها جنوب قرية قرمتلق باتجاه السهل ومنطقة شير شب ŞÊR ŞEP ثم أسفل قرية سجيه SICIYÊ الحدودية لتصب أخيرا في مستنقع قرية كور خليلا KOR XELÎLA GOLA ، ومن خلال مياه هذا الحوض أو المستنقع كان أبناء هذه المنطقة يُقدّرون كمّية الهطولات التي تحدّد إن كان العام المقبل خيراً أم محلاً .

#وادي_سوقي ( GELÎ SOQÎ ) :
يقع هذا الوادي الصغيرخلف قرية ارندة مباشرةً من طرف الشمال وتسميته مشتقة من وجود جرنٍ حجريٍ ( سوقي ) بجانب بئر ماء وهو بمثابة مسيلٍ مطريٍ يصبُّ في وادي شية .
#وادي_ريشك ( GELÎ RÊŞIK ) :
يقع هذا الوادي أمام قرية ارندة مباشرةً من طرف الجنوب ويستمر سراده موازياً لطريق عام ارندة من طرف اليمين إلى أن ينتهي به المطاف عند معصرة آل كُولكه GULKÊ ليصبّ مسيله اخيراً في وادي شية أيضاً .
#وادي_إماما_أو_لُيركه ( GELÎ IMAMA- LÛRKÊ ) :
هو وادٍ صغير بمثابة مسيل مطري يمر خلف معصرة آل رشوليكه من طرف الشمال .
#وادي_دامرجك_( GELÎ DEMIRCIKÊ ) :
يخترق هذا الوادي في الاعلى أملاك آل (اوسي حنان ) ثم يكمل مساره قاطعاً الطريق العام ليمر بجانب معصرة السيد حنيف كردي حفظه الله من طرف الجنوب ، وكان لهذا الوادي قديماً عيون ماءٍ لكن مياهه إضافةً إلى سيول الأمطار كانت موسمية أيضاً .


بقلم الأستاذ : حسين بلال

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

shikhalhadid

2016