المزارات في شيّه
إن الأهمية التاريخية للموقع الجغرافي لمنطقة عفرين جعل منها عبر عصورٍ طويلة مركز استقطابٍ وتجاذب نفوسٍ للعديد من الأقوام والممالك والدول والإمبراطوريات التي تركت كلٍ منها بعد غزوها لهذه المنطقة وبما يتوافق مع مصالحها ومعتقداتها وارثها الاجتماعي بصماتٍ واضحة ومؤثّرة وذلك في مختلف المجالات ومناحي الحياة المادية والروحية لأبناء هذه المنطقة وقد تجلّى ذلك في وجود العديد من الأديرة والمعابد والصروح والاضرحة والمزارات المنتشرة على كامل مساحة عفرين التي اتسمت معظمها لاحقاً بالطابع الإسلامي وإن لم تكن سابقاً إسلامية المنشأ .
هذه المزارات كانت بالأساس أماكن تتعلق بممارسة طقوس النار أو أضرحة لرؤساء وقادة حروب ومعارك أو أماكن للتنسّك والتعبّد من قبل أولياء دفنوا في نفس المكان مما اكسبتها مع مرور الزمن صفة القدسيّة ، لذلك معظم أماكن هذه المزارات كانت إما بالقرب من المقابر القديمة أو على المرتفعات أو بجانب مصادر المياه أو بجوار الأشجار العالية المعمّرة كما هو الحال بالنسبة لمزارات بلدتنا والتي سوف نوردها كما يلي:
مزار خضر " xidirliq "
يقع هذا المزار وسط المقابر الفوقانية وهو عبارة عن غرفة مستطيلة بأبعاد خارجية ( ٧ ×٥ م) منخفضة الارضية يتم الوصول اليها بثلاث درجات عبر باب صغير كان سابقاً خشبيا ثم استبدل بباب حديدي يقع بالضلع الشمالي ، والجدران مبنية من الحجارة حول مقام على شكل مقبرة مغطّاة بطبقة تراب حوّار مصقول لها شاهد حجري ذو رأس دائري مغطّاة بقطعة قماش اخضر اللون كبقية المزارات الاخرى وكان يعلّق احيانا بهذه القطعة الزنبق واغصان الزيزفون وغيرها من الورود التي تصدر روائح عطرة وزكيّة ، أمّا السقف كان سابقاً قوسي من الحجر ثم استبدل بسقف من البيتون المسلح.
كانت المرحومة ( زينكا جيلو زوجة حبو بلال وأم المرحومة ايمش زوجة الشاعر الكبير حامد بدرخان ) تقوم كل مساء من يوم الخميس بإشعال الفانوس بجوار الضريح ( علماً بأنّ هذا الطقس كان يجري قديماً ليلة يوم الاربعاء وهذا ما يدل على تأثير الديانة والمعتقدات الزرداشتية التي كانت سائدة في المجتمع الكردي قبل مجيء الاسلام ) .
كذلك المرحوم مستو ِزينْ شُوبه وهو مصطفى جولاق من عائلة
( كيبه ، KÛPÊ) الملقب " شُوب ، ŞOP" كان اكثر المهتمين بشؤون هذا المزار ، فكان في شهر رمضان وفي فترة السحور يصعد سطح هذا المزار ويصرخ بأعلى صوته الجهورّي منادياً أهل القرية للاستيقاظ والتحضير للسحور ، ولم يكن لهذا الرجل أولاد وإنما كان يصطحب معه دائماً قطتين اليفتين وهو صاحب المقولة الشهيرة (حليب حليب كلٌّ يعمل وفق حليبه واصله ) .
كانت تجري احيانا بجوار هذا المزار مراسيم ( السارسال ) الشبيهة من حيث النية والهدف صلاة الاستسقاء التي كانت تقام اثناء تأخر تساقط الأمطار الإ أن صلاة الاستسقاء عبارة عن دعوات وصلوات فقط .
أما (السارسال ) فيقوم شخصٌ ما بدور المهرّج (قشمار) " QEŞMER " يرتدي ثياباً من الفرو وصوف الحيوانات وغيرها ويغطّي رأسه بأحد أنواع القرع أو مادةٍ اخرى ليبدو بهيئةٍ كوميدية ساخرة يرافقه مجموعة من الشباب والرجال يسير خلفهم طابورٌ من الاولاد يتجوّلون في شوارع وأزقّة القرية طارقين الأبواب لجمع ما تيسّر لهم من مواد ومكوّنات الطبخات الشعبية آنذاك كالبرغل والزيت والسمنة والفريك ... ، ثم يجمعون جميعها في مكانٍ معيّن بجوار هذا المزار وكان أكثر الأحيان بجوار المزار الواقع ضمن البساتين الذي سيتم ذكره لاحقاً ، وبعدها يأتي دور النساء وخاصةً الكبار منهنّ ليقمن بأعمال الطهي والطبخ الذي كان يفرش إمّا أمام هذا المزار أو في بستان المرحوم رشيد دينكلي حيث يتذوّق منه معظم أبناء البلدة المتواجدين آنذاك وكذلك
( الكريف ) والفائض منه كان يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين .
كان المرحوم رشيد اوسي جيلو الملقب ( قَوْش , QEWŞ ) يقوم عادةً بدور المهرّج ويرافقه كلٍ من السادة ( ايبو دونه ، بشير علي بيبه ، بعب ، حنان شيخ امين ، صبحي كول ميدانة .... ) رحمهم الله .
أما الأمّهات الطبّخات آنذاك كانا من كبار نساء العوائل التي كانت تملك بساتين بالقرب من المزار السفلي أو التي تسكن بالقرب منه أو ساحة النبعة وكذلك بالقرب من المزار العلوي امثال (آل علي ايمشة ، آل دينكلي ، آل خاتونة ، آل دادو ، آل عدل ، آل معمو ، آل بلكندرة اويش ، اليفة بلو ، آل خاجة ..... ) رحمهم الله جميعا ، إلا أن الأم الطاهرة المرحومة " حج مدينة " كانت دائما مع اقربائها المقرّبين ومعارفها السبّاقة في هكذا مجالات وغيرها من الاعمال الخيرية ، علماً بأن الجميع رجالاً ونساءً كانوا يعملون بشكلٍ تطوّعي بدافع الخير لا اكثر .
مزار بزلمة داده BIZILME DEDE "
كان يقع هذا المزار الذي لم يبقى اليوم منه شيئاً سوى دكان كان يستثمر حتى فترة قريبة كمقهى مع ساحةٍ صغيرة أمام منزل المرحوم امين علوش " امين علي ايمشه " بجانب الطريق الواصل الى الحارة الفوقانية ، ولم يكن لهذا المزار أي ضريحٍ أو مقامٍ ظاهر للعيان سوى شجرة زيزفون كبيرة محاطة بعدة صفوف من الاحجار البازلتية السوداء الموضوعة دائرياً فوق بعضها بشكلٍ عشوائي ولم يكن لهذا المزار أي اهتمامٍ من قبل احد سوى المرحوم علي ايمشة الذي كان يشعل الفانوس هناك وكذلك في المزار السفلي الواقع في بستانهم ، وبالعكس من ذلك كان ظل هذه الشجرة لفترة قريبة مرتعاً واستراحةً لمواشي بعض اهل القرية آنذاك.
مزار ساره بابا" SARI BABA "
يقع هذا المزار في الزاوية الجنوبية الشرقية من بستان المرحوم أمين علوش " امين علي ايمشه " بالقرب من شجرة دلبٍ كبيرة معمّرة
( جنار ) والتي كانت بالأساس عبارة عن شجرة اكثر حجماً وقدماً تم قطعها ، ويقال بأن الكثير من العوائل آنذاك استفادوا من خشبها في صنع الخزن الخشبية والصفيح المخصص لصنع الخبز اليدوي " خبز الصاج " وبعد قطعها نبت فرعين شكلا فيما بعد هذه الشجرة الموجودة حالياً .
هذا المزار عبارة عن غرفة حجرية بدون سقف مربعة الشكل بأبعاد (٥×٥م ) والمقام شبيه بمقام المزار العلوي الإ أنه بحثاً عن الكنوز والآثار تعرّض الضريح من قبل بعض الجهلاء للحفر والتخريب .
كما يقال بأن هذا المزار كان سابقاً اكثر اتساعاً ومساحةً وله صحن وكان البعض احياناً يصلّون فيه ، كذلك تلقّى البعض من ابناء القرية هنا ولفترةٍ وجيزة علوم الفقه والحساب على يد المرحوم حج مفتي ، بعدها تم هدم هذا المزار لأسبابٍ مجهولة واعادة بنائه كما هو بالشكل الحالي .
أما الاحجار المتبقيّة قام المرحوم صبري رشيد دينكلي آنذاك بالتصرف بهم فقد قام ببناء مقهى في زاوية بستانه بالقرب من ساحة النبعة والطريق العام والذى استثمره من بعده اشخاصٌ اخرون .
أما بالنسبة لأسماء هذه المزارات فلها دلالاتٌ على أنها بالمجمل مستمدة من أسماء تنسب من حيث المعنى والمقصد للمذهب العلوي الذي انتشرت أفكاره ومعتقداته بعد معركة مرج دابق عام ١٥١٦م التي جرت بالقرب من مدينة الباب بين المماليك الذين كانوا يسيطرون حينها على كامل تراب سورية والعثمانيين الذين اعتمدوا حينها على الفرق الانكشارية من البكتاشيين علوّي تركيا الاكراد الذين نصحوا ابناء هذه المنطقة حينها بالإيمان والاعتقاد بأفكارهم حفاظاً عليهم وعلى سلامتهم .
وختاماً نقول بأن بلدتنا شية ستبقى أطهر أرضٍ وأقدس مزارٍ في قلوبنا وذاكرتنا مبعث إيماننا وهوية وجودنا حتى الممات.
هذه المزارات كانت بالأساس أماكن تتعلق بممارسة طقوس النار أو أضرحة لرؤساء وقادة حروب ومعارك أو أماكن للتنسّك والتعبّد من قبل أولياء دفنوا في نفس المكان مما اكسبتها مع مرور الزمن صفة القدسيّة ، لذلك معظم أماكن هذه المزارات كانت إما بالقرب من المقابر القديمة أو على المرتفعات أو بجانب مصادر المياه أو بجوار الأشجار العالية المعمّرة كما هو الحال بالنسبة لمزارات بلدتنا والتي سوف نوردها كما يلي:
مزار خضر " xidirliq "
يقع هذا المزار وسط المقابر الفوقانية وهو عبارة عن غرفة مستطيلة بأبعاد خارجية ( ٧ ×٥ م) منخفضة الارضية يتم الوصول اليها بثلاث درجات عبر باب صغير كان سابقاً خشبيا ثم استبدل بباب حديدي يقع بالضلع الشمالي ، والجدران مبنية من الحجارة حول مقام على شكل مقبرة مغطّاة بطبقة تراب حوّار مصقول لها شاهد حجري ذو رأس دائري مغطّاة بقطعة قماش اخضر اللون كبقية المزارات الاخرى وكان يعلّق احيانا بهذه القطعة الزنبق واغصان الزيزفون وغيرها من الورود التي تصدر روائح عطرة وزكيّة ، أمّا السقف كان سابقاً قوسي من الحجر ثم استبدل بسقف من البيتون المسلح.
كانت المرحومة ( زينكا جيلو زوجة حبو بلال وأم المرحومة ايمش زوجة الشاعر الكبير حامد بدرخان ) تقوم كل مساء من يوم الخميس بإشعال الفانوس بجوار الضريح ( علماً بأنّ هذا الطقس كان يجري قديماً ليلة يوم الاربعاء وهذا ما يدل على تأثير الديانة والمعتقدات الزرداشتية التي كانت سائدة في المجتمع الكردي قبل مجيء الاسلام ) .
كذلك المرحوم مستو ِزينْ شُوبه وهو مصطفى جولاق من عائلة
( كيبه ، KÛPÊ) الملقب " شُوب ، ŞOP" كان اكثر المهتمين بشؤون هذا المزار ، فكان في شهر رمضان وفي فترة السحور يصعد سطح هذا المزار ويصرخ بأعلى صوته الجهورّي منادياً أهل القرية للاستيقاظ والتحضير للسحور ، ولم يكن لهذا الرجل أولاد وإنما كان يصطحب معه دائماً قطتين اليفتين وهو صاحب المقولة الشهيرة (حليب حليب كلٌّ يعمل وفق حليبه واصله ) .
كانت تجري احيانا بجوار هذا المزار مراسيم ( السارسال ) الشبيهة من حيث النية والهدف صلاة الاستسقاء التي كانت تقام اثناء تأخر تساقط الأمطار الإ أن صلاة الاستسقاء عبارة عن دعوات وصلوات فقط .
أما (السارسال ) فيقوم شخصٌ ما بدور المهرّج (قشمار) " QEŞMER " يرتدي ثياباً من الفرو وصوف الحيوانات وغيرها ويغطّي رأسه بأحد أنواع القرع أو مادةٍ اخرى ليبدو بهيئةٍ كوميدية ساخرة يرافقه مجموعة من الشباب والرجال يسير خلفهم طابورٌ من الاولاد يتجوّلون في شوارع وأزقّة القرية طارقين الأبواب لجمع ما تيسّر لهم من مواد ومكوّنات الطبخات الشعبية آنذاك كالبرغل والزيت والسمنة والفريك ... ، ثم يجمعون جميعها في مكانٍ معيّن بجوار هذا المزار وكان أكثر الأحيان بجوار المزار الواقع ضمن البساتين الذي سيتم ذكره لاحقاً ، وبعدها يأتي دور النساء وخاصةً الكبار منهنّ ليقمن بأعمال الطهي والطبخ الذي كان يفرش إمّا أمام هذا المزار أو في بستان المرحوم رشيد دينكلي حيث يتذوّق منه معظم أبناء البلدة المتواجدين آنذاك وكذلك
( الكريف ) والفائض منه كان يتم توزيعه على الفقراء والمحتاجين .
كان المرحوم رشيد اوسي جيلو الملقب ( قَوْش , QEWŞ ) يقوم عادةً بدور المهرّج ويرافقه كلٍ من السادة ( ايبو دونه ، بشير علي بيبه ، بعب ، حنان شيخ امين ، صبحي كول ميدانة .... ) رحمهم الله .
أما الأمّهات الطبّخات آنذاك كانا من كبار نساء العوائل التي كانت تملك بساتين بالقرب من المزار السفلي أو التي تسكن بالقرب منه أو ساحة النبعة وكذلك بالقرب من المزار العلوي امثال (آل علي ايمشة ، آل دينكلي ، آل خاتونة ، آل دادو ، آل عدل ، آل معمو ، آل بلكندرة اويش ، اليفة بلو ، آل خاجة ..... ) رحمهم الله جميعا ، إلا أن الأم الطاهرة المرحومة " حج مدينة " كانت دائما مع اقربائها المقرّبين ومعارفها السبّاقة في هكذا مجالات وغيرها من الاعمال الخيرية ، علماً بأن الجميع رجالاً ونساءً كانوا يعملون بشكلٍ تطوّعي بدافع الخير لا اكثر .
مزار بزلمة داده BIZILME DEDE "
كان يقع هذا المزار الذي لم يبقى اليوم منه شيئاً سوى دكان كان يستثمر حتى فترة قريبة كمقهى مع ساحةٍ صغيرة أمام منزل المرحوم امين علوش " امين علي ايمشه " بجانب الطريق الواصل الى الحارة الفوقانية ، ولم يكن لهذا المزار أي ضريحٍ أو مقامٍ ظاهر للعيان سوى شجرة زيزفون كبيرة محاطة بعدة صفوف من الاحجار البازلتية السوداء الموضوعة دائرياً فوق بعضها بشكلٍ عشوائي ولم يكن لهذا المزار أي اهتمامٍ من قبل احد سوى المرحوم علي ايمشة الذي كان يشعل الفانوس هناك وكذلك في المزار السفلي الواقع في بستانهم ، وبالعكس من ذلك كان ظل هذه الشجرة لفترة قريبة مرتعاً واستراحةً لمواشي بعض اهل القرية آنذاك.
مزار ساره بابا" SARI BABA "
يقع هذا المزار في الزاوية الجنوبية الشرقية من بستان المرحوم أمين علوش " امين علي ايمشه " بالقرب من شجرة دلبٍ كبيرة معمّرة
( جنار ) والتي كانت بالأساس عبارة عن شجرة اكثر حجماً وقدماً تم قطعها ، ويقال بأن الكثير من العوائل آنذاك استفادوا من خشبها في صنع الخزن الخشبية والصفيح المخصص لصنع الخبز اليدوي " خبز الصاج " وبعد قطعها نبت فرعين شكلا فيما بعد هذه الشجرة الموجودة حالياً .
هذا المزار عبارة عن غرفة حجرية بدون سقف مربعة الشكل بأبعاد (٥×٥م ) والمقام شبيه بمقام المزار العلوي الإ أنه بحثاً عن الكنوز والآثار تعرّض الضريح من قبل بعض الجهلاء للحفر والتخريب .
كما يقال بأن هذا المزار كان سابقاً اكثر اتساعاً ومساحةً وله صحن وكان البعض احياناً يصلّون فيه ، كذلك تلقّى البعض من ابناء القرية هنا ولفترةٍ وجيزة علوم الفقه والحساب على يد المرحوم حج مفتي ، بعدها تم هدم هذا المزار لأسبابٍ مجهولة واعادة بنائه كما هو بالشكل الحالي .
أما الاحجار المتبقيّة قام المرحوم صبري رشيد دينكلي آنذاك بالتصرف بهم فقد قام ببناء مقهى في زاوية بستانه بالقرب من ساحة النبعة والطريق العام والذى استثمره من بعده اشخاصٌ اخرون .
أما بالنسبة لأسماء هذه المزارات فلها دلالاتٌ على أنها بالمجمل مستمدة من أسماء تنسب من حيث المعنى والمقصد للمذهب العلوي الذي انتشرت أفكاره ومعتقداته بعد معركة مرج دابق عام ١٥١٦م التي جرت بالقرب من مدينة الباب بين المماليك الذين كانوا يسيطرون حينها على كامل تراب سورية والعثمانيين الذين اعتمدوا حينها على الفرق الانكشارية من البكتاشيين علوّي تركيا الاكراد الذين نصحوا ابناء هذه المنطقة حينها بالإيمان والاعتقاد بأفكارهم حفاظاً عليهم وعلى سلامتهم .
وختاماً نقول بأن بلدتنا شية ستبقى أطهر أرضٍ وأقدس مزارٍ في قلوبنا وذاكرتنا مبعث إيماننا وهوية وجودنا حتى الممات.
بقلم الأستاذ حسين بلال

إرسال تعليق